lundi 17 septembre 2012

الإرتفاع الآسي لسعر الذهب والإهيار الوشيك للعملة العالمية.







رسم بيان لسعر الذهب بالدولار الأمريكي منذ سنة 1900 إلى يومنا هذا. المصدر World Gold Council

  في الصورة أعلاه سعر الذهب بالدولار الأمريكي منذ 1900 إلى يومنا هذا. هذا الرسم يرينا القيمة الحقيقية لدولار الأمريكي ونستطيع أن نستنتج منه نسبة التضخم لدولار الأمريكي.

بلغة سهلة كلما ارتفعت قيمة الذهب بالدولار الأمريكي كلما نفهم إنخفاض قيمة هذه العملة بما أن قرام من اذهب يبقى دائما قراما لايزداد و لا ينقص.  في المقابل العكس صحيح عندما تصبح قيمة القرام ذهب 60 دولار بعد ما كان خمسون في ليلة فهذا يعني أن قيمة الدولار قد تخفيض أو قد ترتفع. ماذا يترب عن هذا بالنسبة للعامل التونسي العادي ؟

نحن نعمل سنة كاملة كمواطين لكي نتمكن من جمع عملة صعبة في البنك المركزي. هذه العملة الصعبة تمكننا من الشراء في السوق العالمية وتحقيق الإكتفاء في الموارد الأساسية أو بعض المواد المصنعة أو حتى الطعام، عموما لتحقيق اكتفائنا الذاتي وحيوية اقتصادنا. فمذا يحصل عدما تنخفض قيمة الدولار بعد سنة ؟ نحن نحفض دائما في البنك المركزي قيمة معينة من العملة لأي  إستعمال لاحق. نفرض مثلا بعد سنة نزلت قيمة الدولار إلى النصف سينجر عن هذا أن الدولة لن تستطيع لن إقتناء نصف ما كانت تقدر  من الموارد كبيترول ولذالك انعكاسات على الإقتصاد وعلى العامل الأتونسي أولا غلاء المعيشة، ثانيا علينا العمل ضارب 2 لكي نحافض على مستوى عيش العام الفارط. هاذا صحيح لكل دول العالم إلا الولايات المتحدة لأنها بإمكانها إصدار ما تحتاج من دولارات دون إنتاج. كلما تقوم أمريكا بذالك كلما تزيد في انخفاض قيمة الدولار ولهذا نتحدث عن تصدير الولايات المتحدة لتضخم عملتها. ومن هنا نفهم الجملة الشهيرة : "أنها عملتنا لكنها مشكلتكم".

فالنلاحض معا تطور هذا التضخم. إلى حدود سنة 1932 لا يوجد تطور ملحوض فسعر الذهب محدد ومستقر. هذه الفترة تتميز بكون الدولار قابل المقايضة بالذهب بنسبة محددة (20 دولار تساوي 1 اونس(**) من الذهب)  ، أي مواطن أمريكي قادر على ذالك في أي بنك من البنوك وقانونيا. بعد هذه الفترة كما يمكن أن نشاهد على الرسم تحرير سعر الذهب ليصبح (35 دولار تساوي 1 اونس(**) من الذهب)، فماذا حصل في هذه الفترة ؟

بعد 1942 أقيم نظام بريتون وودس الذي جعل الدولار العملة الوحيدة في العالم المربوطة بالذهب وكل العملات الورقية الأخرى مرتبطة بالدولار. ثم جعل إمكانية تحويل الدولار بالذهب من مشمولات الدول والبنوك المركزية فقط. أي لم يعد لأي مواطن المريكي أن يطلب إنستبدال 35 دولار بونس(**) ذهب. يمكن فقط إشتراء بالسعر الذي يحدده السوق. إذ اصبح الدولار محتكارا للبنك المركزي الأمريكي وهي مؤسسة خاصة غير تابعة لدولة Federal Reseve Note .

هذه الوضعية اعطت سبقا للولايات المتحدة أمام جميع دول العالم. إذ أنها قامت بطبع أكثر مما عندها من ذهب لتمويل حرب الفيتنام. إلى حد سنة 1971 مازال سعر الذهب مستقر لكن في هده ألسنة نشبت أزمة بين الويلات المتحدة وفرنسا أنها فيها الرئيس نيكسون ما كان يسمى بنافذة الذهب (Gold Window).
في هذه الأثناء ضهر ما يسمع البترودولار ولم يعد هناك أي ربط بين الدولار والذهب حتى على مستوا البنوك المركزية (أعظم سرقة في التاريخ) اصبح سعر الذهب مربوط بالسوق العالمية. وواصل الدولار وظيفته كعملة عالمية وواصلت الولايات المتحدة تصدير تضخمها لجميع بلدان العالم.
إلى يومنها هذا أصبح الإقتصاد العالمي في حالة إضطراب دائما وشاهدنا إلى الآن قفزتان نوعياتان في أسعار الذهب الأولى في الثمانينات تحول فيها إلى 600 دولار والثانية في 2010 تحول فلها إلى 1600 دولارا والآن في لحظات كتابة هذه الأسطر يقترب سعر الذهب إلى 1700 دولار.

حسب المعدل المتحرك (الخط الأزرق) نسق الأسعار يحاكي النسق الأسي(*) مما يفيد  أن نسق إنخفاض الدولار هو بالتالي يتبع الدالة الأسية(*) بل بالأحرى ما نشده هو أنهيار . عديد الاقتصاديين اليوم يقولون  بأن القمة القادمة في الأسعار ستكون بمثاتت ضربة قاتلة للدولار . ولعل حبل النجاة الوحيد للدولار اليوم هو الحفاض على البترودولار (حرب العلاق مثلا، وحرب لإيران على محتملة) .
كخلاصة كل دولة تضع ثورتها في الدولار أو أي عملة ورقية اخرى فإن ثورتها تنخفض تدريجيا إلى نقطة عدم الرجوع. وكل دولة تضع ثروتها في الذهب فإنها تحمي نفسها لأي كارثة إقتصادية ممكنة . هذا ينطبق أيضا على عامة الناس.

والله أعلم،

(*) الدالة الأسية : Expontinal Function
(**) اونس : مقياس لذهب Ounce




صورة مأخوذة من إنهيار الثلاثينات، من فقد كل ثروته بعد إهيار العملات الورقية في صف لأخذ حسائه .


[١] : http://en.wikipedia.org/wiki/Fractional_reserve_banking
[٢] : http://en.wikipedia.org/wiki/Criticism_of_fractional_reserve_banking

jeudi 13 septembre 2012

يا مسلمون أن ثرتم فثورو على إنفسكم


من مهمتنا أن نفهم غيرنا أنه من الواجب إحترام رسول الله


صراع الحضارات والرد الإسلامي

أن الكره والتشويه للدين الإسلامي في أوروبا قديم جدا وهو يرجع منذ الأيام الأولى للحضارة الإسلامية. يتجلى ذالك في كتبهم ورسومهم من العصور الوسطى. فنجد مثلا العديد من الرسامين الذين قدموا ألواح عن العالم الإسلامي البشع والعقلية الإسلامية المتوحشة مغلبهم لم تطأ قدماه أي بلاد من دار الإسلام. كان أثرها كبيرا ومتجليا خاصة في الحملات الصليبية المتتالية على العالم الإسلامي والتي يمكننا القول انها تواصلت إلى عصرنا هذا. جراء تراكمات لكل هذه السنين من الدمغجة في أوروبا أصبحت الحضارة الإسلامية هي العدو اللدود. وتوجت في نهاية المطاف بالقضاء على هذه الحضارة وللأسف بإستعمال ابنائها وأقصد الدستوريون الذين ثاروا على حكم العثمانين في جل أنحاء العالم الإسلامي. وبقي الهدف إلى يومنا هذا واضحا وجليا بالحول دون نهوض أمة الإسلام من جديد.

التشويه والتشهير بالإسلام في الغرب لم ينقطع أبدا، ورغم وجود أكادميين منصفين وتناولوا الموضوع الإسلامي بكل مهنية إلا أنهم أقلية. بل أن المهيمن في الغرب هي النظرة الإستعلاءية على بقية شعوب العالم وعلى المسلمين خصوصا. فكانت الحملات الشوفينية  لتحضير العالم وإدماجهم في الحضارة على منوال الرجل الأبيض، رجل نهاية المطاف. فركع العالم بأسرة في حركة تاريخية غير مسبوقة لكن يجدر بالذكر الأن العالم الاسلامي لم يكن بالهدف السهل انذاك. لم ينقطع ضرب وتشويه الإسلام وخاصة في عقول الشباب كحرب نفسية والأقليات كمشاريع فتن. إلا أنه مع اكتشاف البترول طغى الطابع الدبلوماسي على الطبقات السياسيية وتلطفو إلا حد ما مع ما يسمى  بالإسلام المقبول. وضلت التشويه في الإثناء ثقافة فولكلورية تنتج صورا أحيانا وأفلام في أحيان اخرى لكن لا تأخذ أي طابع رسمي ودائما ما يتبرأ منها الساسة.

في ضل هذا الإطار لم يعد غريب أن تكون نظرية صراع الحضارات نابعة من الغرب للمفكر صامويل هينتينتون. هذه النظرية قائمة أساسا على أن العالم متجه إلى صراع حضارات وخاصة بين حضارة غربية وحضارة شرقية إسلامية. هذه الحضارات غير قادرة على التعايش وفي نهاية المطاف حضارة واحدة  ستبقى والبقية مصيرها الإندثار. أما من منظور إسلامي، فالقرآن ينفي هذه النظرة بتحديده دور المسلمين في العالم. أي الدعوة إلى ألدين فإن رفضوا اشهادهم على اننا المسلمون وبهذا يكون المسلمون شهداء على العالم. يركز ألدين الإسلامي على تحرير البشر من كل أشكال الطاغوط، تكريم الناس حفض ارزاقهم، أعراضهم وأديانهم ولم تكن مسؤلية المسلم في أسلمت العالم فقط الدعوة إلى من استجاب. يكون هذا في مقابل هذا الحملة الشوفينية لتغريب العالم أو كما يقولون لإدخالهم للحضارة.

الفيلم المسيء إلى رسول الله وردت الفعل الغير مدروسة

في هذه الإيام صدر مؤخرا فيلم حقير وتافه لا يستحق صفة فيلم يستهزئ بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم. توقيت إثارة هذه الفتنة مع 11 سبتمبر فعلا مريب يوحي أن من قام بالعمل يبحث عن رديت فعل ساخنة لإستغلالها. هي في الحقيقة هذه الإستفزازات ليست جديدة ودائم تبحث عن ردات الفعل أكثر من كونها حاملة لأفكار أو انتقادات إبتداء من سلمان رشدي مرورا براسم الكرتون ومئخرا في هذا الفيلم. وبالفعل لم يخيب ضنهم. فقام العديد من الشباب في كل أنحاء العالم بالهجوم على السفارات الأمريكية وحرق أعلام أمريكا إلى أن وصل الحد في بنغازي بمقتل أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية  ومنهم السفير وما قد يتبعه ذالك من تداعيات خطيرة. وما زالت الإيام قد تأتي بمفاجآت اخرى.


هل من ألمعقول أن تكون ردت فعلنا بهذه السذاجة والغباء ؟ كلنا غاضبون على هذه الاستفزازات المتكررة، ومن لم يغضب فيجب أن يسال نفسم عن دينه و مادا اخلاصه. لكن هل لنصرة رسول الله (صلى الله عليه وسلام) يجب أن أكون أحمق ؟ وما هو ذنب السفير في هذه الأحداث ؟ هل ديننا يحق علينا قتل الأنفس من دون حق ؟ ما أدراكم بما في نفسه ؟ هل هو من مأيدي الفيلم ؟ لمذا على الأقل لا نغضب على أصحاب العمل التافه ونهاجمهم شخصيا ؟ لماذا نسعى دائما إلى كسب كره الشعوب ؟ نحن نعلم أن النخب السياسية لها أجندة ضد المسلمين والإسلام وبالطبع لمصالحهم الخاصة لكن ما ذنب الشعوب في ذالك ؟ الا نتعلم  الدرس من المسلمون الأوائل كيف كسبوا ولاء وإحترام الشعوب المجاورة ضد أكبر حضارتين في زمانهم ؟

أن ثرنا فيجب أن نثور على أنفسننا وعلى حال الأمة المتدني. نحن اليوم في ذيل الأمم، سياسيا، مازالت اقليات منبتة متحكمة فينا، اقتصاديا، نعاني من فقر وتفاوت في الثورات في بالبلد الواحد ناهيك بين الدول الإسلامية. اقتصادنا نعاني من التبعية المهينة وإستعمار من العالم الغربي فليس لنا السيادة في قراراتنا الإقتصادية. علميا نحن في تاخر أمام حضارتهم وجامعاتنا ناقصة لمعدات ابحاثنا تكاد تكون مفقودة وانتاجاتنا ألأكادمية توقفت مع الأندلس. ثقافتنا تعيش أزمة شخصية وانحطاط وفقدان القيم. عسكريا، لا نقدر على مجابهة عدو واحد. لا داعي للإطالة لأنه موضوع عميق لكن يكفي دكر أن شبابنا يفضل بوارق الموت على البقاء في سجنه الإجتماعي. لم تصل حال المسلمين إلى هذه الدرجة من الإحطاط الحضاري حتى في آخر عهد العثمانيين. صحيح هنالك مظاهر تطور لكن لا يوجد إتقان كلها مستوردة من ملابسنا إلى طعامنا.

الرابح الأول أسرائيل

بدون شك المستفيد الأكبر من هذه القصة هو الكيان الصهيوني. وهذا ليس غريب أذا ما علمنا المنتج الفيلم هو يهودي إسرائيلي. المسلم خاسر طبعا لأنه كرامته مدسوسة ممن يقومون بهذه الأعمال الإستفزازية ثم من الغوغاء التي تقوم بأعمال تخريبية تلتقطها جل وسائل الإعلام العالمية. أمريكا خاسرة لأنها ستحصل على صورة سلبية أكثر مما كانت عليه في العالم الإسلامي وهذا بعد ما يسمى بالربيع العربي وسياستها السلسة مع الحكومات المنتخبة في هذه البلدان لكي لا تحول تلك الدول إلا دول معادية كالتجربة الإيرانية ثم ليبيا هي أكبر الغنائم بعد هذه الثورات (صفقات، مشاريع، اتفاقيات..).  أما إسرائيل فهاهي تحقق على الأقل هدفان. الهدف الأول كسب الرأي العالمي بتصوير نفسها مرة اخرى على أنها محاطة بالأوغاد المسلمة الغير متحضرة ، تصور نفسها على أنها واحة الديمقراطية في صحراء من التخلف والهمجية. والهدف الثاني هو دعمها لليمين الأمريكي الذي بالفعل إستغل هذا المشهد منذ لحظاته الأولى فأفاق العديد من الأمريكيين في يوم ذكرى 11 من سبتمبر على قوم يداهمون سفارتهم ويحرقون اعلامهم (أغلبية ألناس لم تسمع أو تشاهد أو حتى تبحث أن تشاهد فلما من هذا النوع الرديء). إسرائيل تبحث أن تجز بأمريكا في حربها القذرة ربما إيران و/ أو باكستان أو لم لا المصر فالأيام مازالت ستأتي بجديد. والمحافظون هم من أكبر المتجندين للقضية الصهيونية.

هل يعقل أن دولة بحجم الولايات الأمريكية لن ترد ؟ طبعا لا، دولة في ذاك المستوا تمثل الإمبراطورية الوحيدة اليوم لا يمكن أن تحني أو يفهم أنها انحنت أمام قوم بدائيين. فحسب الأنباء الأولية نسمع بتحول مارينز في إتجاه ليبيا. هنالك عديد الإمكانيات. إما ستقوم بضغط على الحكومة الليبية وتقديم المساعدات العادية وللوجستية لفرض نفذها لكن باي ثمن ؟ إذا قرأنا حساب اليمين الأمريكي الذي يلعب دور الوسخ للصهيونية فلا يمكن أن نستبعد إمكانية القيام بقاعدة أمريكية في ليبيا تكون أولا واجهة لمحاربة الإرهاب وتنصب ما يصلح من الحكام. ثانيا تكون في مثابة حصار لمصر إذا ما استقوت وأصبحت تهدد مصالح إسرائيل فيتم تجزئها بواسطة الكيان الصهيوني، ليبيا وجنوب السودان.

ماهو المطلوب من العالم الإسلامي

هل ما قام به بعض الغلات منا هو الجواب الأنسب ؟ قطعا لا. ففي مثل هذه الحال كان الرد الأمثل على المدا القريب هو التجاهل وربما المسلمون الامركيين سيكون لهم رد أكثر واقعية. أولا مقاضاة هؤلاء السفلة ثانية إستغلال الفرصة لتعريف بدينننا. فكل هجمة على الإسلام بهذه الطريقة إزداد معها فضول بعض الناس للتعرف على الحقيقة وأحيانا هذا الفضول يلزمه دفع.

ثم على المدى البعيد علينا أن نعي سبب ضعفنا وقلت حيلتنا حتى اصبحنا في هذه الحالة من الوهن.  السبب الرئيسي هو تفرقنا وعدم تكافل قوانا لتحرير اقتصادنا ولنصبح أمة فخورة بما تصنع. لذا وجب على أبناء المسلمين نبذ التفرقة والحول دون المخربين فينا دينين كانوا أو لائكين ومشروعهم لإيقاف الحلم الكبير. ذلك الحلم كيف يصبح العالم الإسلامي ذالك العالم الواحد كلمته للخارج واحدة منظمة يهابها الجميع وفي داخله حر مفتوح تعيش كل أجزائه باستقلاليتها، فتعود دار الإسلام كما أقامها رسول الله .. جسم واحد اذا اصيب عضو تناد له سائر الجسم بالصهر و الحمى.
إتبع ألسنة لنصرة رسول الله !

lundi 10 septembre 2012

البديل الاسلامي : هل هو نظام إقتصادي أو نظام مالي ؟



الإقتصاد الواقعي قادر على هدم بيت الرأسمالية الزجاجي


لن أتي بجديد عندما أقول أن العالم بأسره اليوم يعيش في ظل نظام رأسمالي، وتونس ليست خارجة عن القاعدة حتى وإن كان حزبا
إسلاميا اليوم في السلطة. فيتحدث البعض عن إسلام ليبرالي المعروف بإسم إسلام لايت لدى شباب حزب التحرير. يتدارك البعض الآخر ويقول إنه اقتصاد محافظ و ليس اقتصاد ليبراليا. فإذا صح الحديث عن إسلام ليبرالي فهل يصح الحديث أيضا عن إسلام شيوعي ؟ و لما لا نتحدث عن إسلام إشتراكي ؟ و هل هي أنظمة اقتصادية قائمة الذات أم أنها مجرد سياسات و رؤى مختلفة ؟

في ظل كل هذه اللخبطة و هذه المفاهيم المتشابكة حاولت أن أبحث عن رأي خاص أكون مقتنع به. و أن أبني هذا الرأي على أفكار أخصائيين في عالم الإقتصاد أمريكيين و بريطانيين و فيهم من هم مسلمون. ما أسوقه لكم هي قناعات شخصية دائما قابلة للتطوروالتغير. و ما وصلت له هو أن هذه المفاهيم مغالطة و متشابكة أحيانا عمدا و في بعض الأحيان لا تعني ما نفهمه منها. كثيرا ما نعني مجرد سياسات مختلفة لكن النظام و الأساس هو نفسه يبقى رأسمالي.

بصفة تكويني كمهندس ثم باحث النظام عندي يكون عندما استطيع القيام برسم بياني يوضح كيفية العمل والتعامل بين مختلف مكوناته بطريقة علمية و دقيقة. أما إذا تعلق الأمر بأختيارات وأولويات ومدبادئ وقابلة للتأويل فهي مجرد سياسات تركب على أي نظام نريده مع بعض التعديلات.

فكيف أفرق بين إقتصاد ليبرالي وإقتصاد رأسمالي ؟ في رأيي الليبرالية هي سياسية والرأسمالية هي نظام.

الفكرة وراء اليبرالية هي قائمة على التحرير المطلق. وعلى الواقع الإقتصادي هي تعني حرية الملكية وحرية التصرف في الملكية وما نعبرعنه بالملكية الفردية. السياسة اللبرالية تقوم على تشجيع الملكية الفردية فتكون بذالك الخيارات لصالح الفئة الغنية و المشغلة (المستثمرين و البنوك) كتسهيلات قضائية و إدارية و منح مالية.
السبب وراء هذا الإختيار يمكن تفسيره ببساطة. عندما تقوم السلطة بالدفع إلى الإمام بالمستثمرين و البنوك فإن هذان الأخيران سيدفعان بدورهما بالطبقة الشغيلةو بقية المجتمع. في المقابل إذا ما قامت السلطة بنفس الشيء مع الطبقة العاملة فهذا لن يحرك العجلة اقتصادية القائمة على الاستثمارات. لنجاح هذه الوصفة السحرية لابد من مناخ من الحرية المطلقة. بدأت بحرية الملكية و التصرف في الأملاك و إنتهت إلى تحرر من القيم الأخلاقية و الدينية و بالطبع لصالح المستثمرين و البنوك.
لكن هذا كان بمثابة فتح الباب لخطر داهم وهو خطر يكرس
تغول هده الطبقة النافذة في جو من الحرية المطلقة فنشأت رؤى اخرى تقوم أكثر على مفهوم العدالة الإجتماعية مثل الشيوعية والإشتراكية. كل هذا حدث في الغرب ولا لم يلعب فيه المسلمون أي دور فعال رغم ما عندهم من تشريعات إلى يومنا هذا. ولم
يقتصر دور النخب حديثا إلا على التقليد الأعمى أو حتى الأحمق.

الرأسمالية هو أكثر نظام منه سياسة. فالإقتصاد ألقائم على النظام الرأسمالي يتميز بكونه في حاجة دائمة ومتواصلة إلى إيجاد أو بصفة أدق خلق المزيد من  رأس المال وذلك عن طريق المشاريع والاستثمارات الخاصة أو العامة في شكل ديون. إذا انقطعت هذه الديون انهار النظام بكامله. لنفهم هذا جيدا علينا فهم المنضومة البنكية الغربية وبصورة خاصة صيرفت الأجزاء الإحطياطية (fractional reserve banking [١]).

شخصيا ما أعيبه عن الحركات الإسلامية والإخوانية خاصة هو ما يأسسونه من أسلمة البنوك والنظام الرأسمالي. أولا ما تقوم به البنوك الإسلامية من عقد ثنائي ليس جديد بالمرة بل قام به اليهود في عهد الإمبراطورية الرومانية انذاك كان الربا ممنوع. ثانيا البنوك الإسلامية تمارس الأجزاء الاحتياطية ولي الكثير من المآخذ على هذه المنضومة [٢] . وأضن أن كان الإسلام فيه بديل فهو في هذه المسألة بالذات وهى مسألة مالية ليست إقتصادية. فهل يمكن الحديث عن نظام مالي ونظام إقتصادي على حد ؟

أن كنا نأمل أن نقدم بديل نابع من تراثنا و عقيدتنا بعد أن سئمنا من أكثر ١٠٠ سنة تبعية على جميع المستويات و أخطر من ذالك عبودية اقتصادية بأتم معنى الكلمة. فلا بد لنا أن ننظر إلى البديل الإسلامي على أساس نظام مالي و ليس على أساس إقتصادي. أما أذا أصر بعضنا على مفهوم الاقتصاد فمن السهل وضع ألحد بين الاقتصاد الرأسمالي القائم على المديونية والسبيكولشن و اقتصاد واقعي قائم على الشريعة الإسلامية و فقه المعاملات. فلماذا نواصل في أسلمة  البنوك وأسلمة الرأسمالية ؟.

والله أعلم.

[١] : http://en.wikipedia.org/wiki/Fractional_reserve_banking
[٢] : http://en.wikipedia.org/wiki/Criticism_of_fractional_reserve_banking