الإرتفاع الآسي لسعر الذهب والإهيار الوشيك للعملة العالمية.
في الصورة أعلاه سعر الذهب بالدولار الأمريكي منذ 1900 إلى يومنا هذا.
هذا الرسم يرينا القيمة الحقيقية لدولار الأمريكي ونستطيع أن نستنتج منه
نسبة التضخم لدولار الأمريكي.
بلغة
سهلة كلما ارتفعت قيمة الذهب بالدولار الأمريكي كلما نفهم إنخفاض قيمة هذه
العملة بما أن قرام من اذهب يبقى دائما قراما لايزداد و لا ينقص. في
المقابل العكس صحيح عندما تصبح قيمة القرام ذهب 60 دولار بعد ما كان خمسون
في ليلة فهذا يعني أن قيمة الدولار قد تخفيض أو قد ترتفع. ماذا يترب عن هذا
بالنسبة للعامل التونسي العادي ؟
نحن
نعمل سنة كاملة كمواطين لكي نتمكن من جمع عملة صعبة في البنك المركزي. هذه
العملة الصعبة تمكننا من الشراء في السوق العالمية وتحقيق الإكتفاء في
الموارد الأساسية أو بعض المواد المصنعة أو حتى الطعام، عموما لتحقيق
اكتفائنا الذاتي وحيوية اقتصادنا. فمذا يحصل عدما تنخفض قيمة الدولار بعد
سنة ؟ نحن نحفض دائما في البنك المركزي قيمة معينة من العملة لأي إستعمال
لاحق. نفرض مثلا بعد سنة نزلت قيمة الدولار إلى النصف سينجر عن هذا أن
الدولة لن تستطيع لن إقتناء نصف ما كانت تقدر من الموارد كبيترول ولذالك
انعكاسات على الإقتصاد وعلى العامل الأتونسي أولا غلاء المعيشة، ثانيا
علينا العمل ضارب 2 لكي نحافض على مستوى عيش العام الفارط. هاذا صحيح لكل
دول العالم إلا الولايات المتحدة لأنها بإمكانها إصدار ما تحتاج من دولارات
دون إنتاج. كلما تقوم أمريكا بذالك كلما تزيد في انخفاض قيمة الدولار
ولهذا نتحدث عن تصدير الولايات المتحدة لتضخم عملتها. ومن هنا نفهم الجملة
الشهيرة : "أنها عملتنا لكنها مشكلتكم".
فالنلاحض
معا تطور هذا التضخم. إلى حدود سنة 1932 لا يوجد تطور ملحوض فسعر الذهب
محدد ومستقر. هذه الفترة تتميز بكون الدولار قابل المقايضة بالذهب بنسبة
محددة (20 دولار تساوي 1 اونس(**) من الذهب) ، أي مواطن أمريكي قادر على
ذالك في أي بنك من البنوك وقانونيا. بعد هذه الفترة كما يمكن أن نشاهد على
الرسم تحرير سعر الذهب ليصبح (35 دولار تساوي 1 اونس(**) من الذهب)، فماذا
حصل في هذه الفترة ؟
بعد
1942 أقيم نظام بريتون وودس الذي جعل الدولار العملة الوحيدة في العالم
المربوطة بالذهب وكل العملات الورقية الأخرى مرتبطة بالدولار. ثم جعل
إمكانية تحويل الدولار بالذهب من مشمولات الدول والبنوك المركزية فقط. أي
لم يعد لأي مواطن المريكي أن يطلب إنستبدال 35 دولار بونس(**) ذهب. يمكن
فقط إشتراء بالسعر الذي يحدده السوق. إذ اصبح الدولار محتكارا للبنك
المركزي الأمريكي وهي مؤسسة خاصة غير تابعة لدولة Federal Reseve Note .
هذه
الوضعية اعطت سبقا للولايات المتحدة أمام جميع دول العالم. إذ أنها قامت
بطبع أكثر مما عندها من ذهب لتمويل حرب الفيتنام. إلى حد سنة 1971 مازال
سعر الذهب مستقر لكن في هده ألسنة نشبت أزمة بين الويلات المتحدة وفرنسا
أنها فيها الرئيس نيكسون ما كان يسمى بنافذة الذهب (Gold Window).
في
هذه الأثناء ضهر ما يسمع البترودولار ولم يعد هناك أي ربط بين الدولار
والذهب حتى على مستوا البنوك المركزية (أعظم سرقة في التاريخ) اصبح سعر
الذهب مربوط بالسوق العالمية. وواصل الدولار وظيفته كعملة عالمية وواصلت
الولايات المتحدة تصدير تضخمها لجميع بلدان العالم.
إلى
يومنها هذا أصبح الإقتصاد العالمي في حالة إضطراب دائما وشاهدنا إلى الآن
قفزتان نوعياتان في أسعار الذهب الأولى في الثمانينات تحول فيها إلى 600
دولار والثانية في 2010 تحول فلها إلى 1600 دولارا والآن في لحظات كتابة
هذه الأسطر يقترب سعر الذهب إلى 1700 دولار.
حسب
المعدل المتحرك (الخط الأزرق) نسق الأسعار يحاكي النسق الأسي(*) مما يفيد
أن نسق إنخفاض الدولار هو بالتالي يتبع الدالة الأسية(*) بل بالأحرى ما
نشده هو أنهيار . عديد الاقتصاديين اليوم يقولون بأن القمة القادمة في
الأسعار ستكون بمثاتت ضربة قاتلة للدولار . ولعل حبل النجاة الوحيد للدولار
اليوم هو الحفاض على البترودولار (حرب العلاق مثلا، وحرب لإيران على
محتملة) .
كخلاصة
كل دولة تضع ثورتها في الدولار أو أي عملة ورقية اخرى فإن ثورتها تنخفض
تدريجيا إلى نقطة عدم الرجوع. وكل دولة تضع ثروتها في الذهب فإنها تحمي
نفسها لأي كارثة إقتصادية ممكنة . هذا ينطبق أيضا على عامة الناس.
والله أعلم،
(*) الدالة الأسية : Expontinal Function
(**) اونس : مقياس لذهب Ounce
[١] : http://en.wikipedia.org/wiki/Fractional_reserve_banking
[٢] : http://en.wikipedia.org/wiki/Criticism_of_fractional_reserve_banking